التكامل والتوافق
التأكد من قدرة النظام على التكامل والتوافق بشكل فعال مع أنظمة أخرى وتوفير توافق بين مختلف الأجزاء والمكونات، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تطبيق معايير وطرق التكامل والتوافق المناسبة للنظام، والتي تساعد في تحقيق التوافقية الكاملة مع الأنظمة الأخرى، وبين مكونات النظام وبعضها، وكلا منهما لديه دور مهم.
تعريف التكامل والتوافق
التكامل في أنظمة البرمجيات هو عملية جمع وحدات النظام المختلفة في مكان واحد وبنية تحتية متماسكة، لتحقيق
تكاملية النظام والعمل كوحدة واحدة، وله عدة مسميات أخرى، مثل: تكامل تكنولوجيا المعلومات، وتكامل البرمجيات.
أما التوافق فهو العملية المكملة للتكامل، وفيه يتم التحقق من عمل وحدات النظام مع بعضها بسلاسة، وله أنواع عدة، مثل:
- توافق الأجهزة (Hardware Compatibility)،
- كذلك توافق البرمجيات (Software Compatibility).
- العكسي (Backward Compatibility).
- والتوافق الأمامي (Forward Compatibility)، وسوف نوضح كلا منهم بشكل مفصل.
أنواع التكامل والتوافق
التكامل Integration Types
- الأنظمة القديمة (Legacy System Integration):
تقوم بعض المؤسسات باستخدام البرامج القديمة التي صممت منذ فترة لأداء بعض الوظائف التجارية، والتي لا يمكن استبدالها بتقنيات حديثة، لأنها ضرورية لسير العمل اليومي في الشركة، ولكن يمكن تحديث هذه الأنظمة بإنشاء تواصل مع التقنيات الحديثة.
مثال: ربط نظام CRM بمستودع بيانات (Data Warehouse)
- تكامل برامج المؤسسات الكبيرة (Enterprise Application Integration):
تميل معظم الشركات أثناء نموها إلى استخدام العديد من التطبيقات لتبسيط العمليات الداخلية في النظام، ولكن لا تشترك هذه البرامج في نقطة واحدة، لذا تساهم برامج المؤسسات الكبيرة في القيام بجميع الوظائف في سلسلة أعمال واحدة.
مثال: استخدام نظام واحد بدلا من استخدام نظام لكلا من: الحسابات، والموارد البشرية، وإدارة المخازن.
- أنظمة الطرف الثالث (Third-Party System Integration): الهدف الرئيسي لهذا النوع من التكامل هو توسيع عمليات النظام الحالي عن طريق الإرتباط بأنظمة أخرى تقوم بتقديم هذه العمليات، وتستخدم في حالة عدم وجود وقت أو تكلفة لإنشاء هذه الخدمات من الصفر، وتعتبر مهمة في عملية التكامل والتوافق.
مثال: إرتباط النظام بأنظمة الدفع الإلكتروني، مثل: PayPal، أو الإرتباط بوسائل التواصل الإجتماعي، مثل: Facebook.
أنواع التوافق Compatibility Types
توافق الأجهزة (Hardware Compatibility):
من أنواع التوافق في أنظمة البرمجيات، وفيها يتم التحقق من قدرة عمل المكونات المادية مع بعضها والتواصل بشكل صحيح، مثل:
المعالجات، والذاكرة العشوائية، وسعات التخزين.
وتتطلب تنفيذ بعض التقنيات والأساليب الخاصة بقياس الجهود، والتيارات، وطرق التوصيل، وتنسيق البيانات.
البرمجيات (Hardware Compatibility):
يعتبر أهم أنواع التوافق، وهي عملية التأكد من عمل البرامج في النظام، وإمكانية تبادل البيانات بسهولة، والتواصل بين الوحدات، والعمل على نفس المنصة، ويتضمن مراجعة نظام التشغيل، وواجهة برمجة التطبيقات، وأنواع البيانات، وهذا النوع مهم لكلا من التكامل والتوافق.
الخلفي (Backward Compatibility):
التحقق من إمكانية عمل الأنظمة الجديدة مع المكونات القديمة، أوالإصدارات القديمة من النظام، أو تنسيقات البيانات المختلفة، ويكون مفيد في حالة الترحيل إلى نظام جديد بشكل تدريجي، وتجنب المشاكل المتعلقة بالبيانات الحالية.
التوافق الأمامي (Forward Compatibility):
يساهم في تصميم أنظمة قابلة للتكيف مع الأنظمة والتقنيات المستقبلية، لتسهيل عمليات التكامل والتوافق مع هذه التقنيات، وإمكانية تحديث النظام بأحدث المكونات التي تساعد في المنافسة مع الأنظمة المشابهة.
طرق ربط الأنظمة
توجد عدة طرق للربط بين الأنظمة المختلفة، ومن ضمن هذه الطرق:
واجهات برمجة التطبيقات Application Programming Interfaces (APIs)
من أشهر الطرق المباشرة للربط بين الأنظمة، وهي عبارة عن مجموعة من الأكواد البرمجية التي تتيح نقل البيانات من برنامج إلى برنامج آخر، وتوجد مجموعة شروط لنقل هذه البيانات، ويتم وضعها بين التطبيقات وخدمات الويب لنقل البيانات بتنسيق موحد، وتقوم المنصات والخدمات عبر الإنترنت ببناء واجهات برمجة تطبيقات حتى يتسنى للعملاء التكامل مع خدماتهم بسهولة.
الوسيط Middleware
عبارة عن طبقة من البرامج الخفية التي تحوي الأنظمة الموزعة، والتطبيقات، والخدمات معا في مكان واحد، ويقوم بعدة
مهام في عملية التكامل والتوافق، مثل: إدارة البيانات، والمراسلة، وإدارة واجهة برمجة التطبيقات، والمصادقة.
يمكن الوصول إلى الوسائط السحابية من خلال واجهة برمجة التطبيقات (API)، ويمكن اعتبار واجهة برمجة التطبيقات أنها
نوع من أنواع الوسيط.
خطافات الويب Webhooks
عبارة عن عملية من عمليات بروتوكول نقل النصوص الترابطية (HTTP Callbacks)، يتم إرسالها من نظام إلى نظام آخر
عند أحداث معينة، مثال: قد تتلقى برامج المحاسبة مجموعة من الإشعارات عبر الويب حول بعض المعاملات من بوابات
الدفع الإلكتروني.
التبادل الإلكتروني للبيانات Electronic Data Interchange (EDI)
طريقة لتبادل المعلومات التجارية وبيانات الأعمال في تنسيق إلكتروني موحد، ويحل محل المستندات الورقية التقليدية، ويحدث هذا التبادل الإلكتروني بطريقتين: الأولى عن طريق شبكة القيمة المضافة (“Value Added Network “VAN) حيث تكون هناك شبكة خارجية مسؤولة عن نقل تلك البيانات، والثانية عن طريق الإتصال المباشر عبر الإنترنت.
كيفية تحقيق التوافق في الأنظمة
- استخدام المعايير المتفق عليها في الصناعة، واتباع القواعد والخصائص المهمة للأجهزة، والبرمجيات، وبروتوكولات التواصل عبر الشبكات، لتحقيق التكامل والتوافق بين مختلف المنتجات والأنظمة.
- كذلك، استعمال نمط الوحدات في تصميم الأنظمة، وتقسيم النظام إلى مكونات أصغر مستقلة، والربط بين هذه المكونات، لتحقيق التوافق بين مكونات النظام، واختبار تكامل تلك المكونات والعمل مع بعضها بشكل سلس.
- تحديد واجهات واضحة، وموثقة بشكل جيد بين أجزاء النظام المختلفة، لتسهيل التعامل مع النظام وإمكانية تبادل البيانات.
الأخذ في الاعتبار احتياجات المستقبل، والتقنيات الحديثة التي تظهر يوميا، ولابد من اعتبار هذا الأمر بداية من مرحلة التصميم، حتى يتسنى للنظام التأقلم مع تغييرات السوق المستمرة، والتأقلم على التحديثات المضافة والأنظمة
الجديدة، والتنفيذ الجيد لمعايير إدارة الموارد والبنية التحتية.
طرق تحقيق التكامل في الأنظمة
تكاملية الأنظمة متعددة الأوجه، ويمكن تحقيق التكامل من خلال نماذج هيكلية مختلفة، ويعتمد كل نوع على عدد وطبيعة مكونات النظام.
نموذج نقطة إلى نقطة Point-to-Point Model (P2P)
هو نمط معماري يرتبط فيه كل نظام بشكل مباشر مع الأنظمة والخدمات الأخرى، للعمل معها بشكل متوازي والاستفادة
من هذه الخدمات داخل النظام، ويمكن تحقيق هذا النموذج من خلال واجهات برمجة التطبيقات، وخطافات الويب، أو من
خلال الأكواد البرمجية التي يمكن كتابتها من الصفر واستعمال المكتبات الخاصة بهذه الخدمة.
النقل المحوري Hub-and-Spoke Model
من الأنواع المتقدمة في تحقيق التكامل والتوافق في الأنظمة، وتم تصميمه لعلاج معمارية النموذج السابق، وفيه يتم
التواصل بين الأنظمة الفرعية من خلال وسيط أو محور مركزي، وهذا يؤكد على ضرورة عدم تواصل المكونات مع بعضها بشكل مباشر.
مميزات التكامل والتوافق
- تحسين الإنتاجية، حيث تسمح الأنظمة المتكاملة بالتحكم المركزي في العمليات اليومية مما يزيد من كفاءة
العمل، والمساهمة في إنجاز الكثير من العمل في وقت قصير.
- دقة البيانات وتطابقها حيث يتم تحديث البيانات بشكل مستمر.
- اتخاذ القرارات بشكل أسرع بسبب تجمع البيانات في مكان واحد.
- تقليل التكلفة من خلال استبدال الأنظمة المتعددة بنظام واحد.
ونستنتج أنه لابد من استثمار الشركات في متخصصي التكامل والتوافق، لتوفير الكثير من الوقت والجهد، وتحديث النظام للحصول على أفضل تجربة ممكنة للمستخدم، والإبقاء على النظام في المنافسة مع الأنظمة الأخرى.